الطب والسينما، لماذا؟

0

لماذا تستخدم السينما المرض فى سيناريوهاتها؟

يُحتضن الفن السابع، السينما، من قبل التاريخ البشرى، حتى فى سينما الرسوم المتحركة يتم أنسنة الشخصيات. فى تاريخ البشر، أن تصبح مريضًا والمرض ذاته يلعبان أدوارًا مهمةً جدًا. يشتمل إنشاء عمل سينمائى على تذكر كلا العاملين، بالإضافة إلى الشعور العام atmosphere، لإنشاء قصةً معقولةً (نواة الحبكة). إن كان تطور الحياة البشرية يُقاطع من حينٍ لأخر بسبب المرض (كما هو الحال بالتأكيد فى النهاية)، إذ ذاك يحدث أيضًا فى السينما. هناك أفلام "صحية" لا يوجد فيها أثر للأمراض فى حَبْكاتها. هناك فئة ثانية وهى "الوجود المعزول للمرض": مرئيات وتعليقات وإستخدامات مجازية وحتى إهانات. شيء آخر عندما تلعب "المراضة morbidity" دورًا هامًا فى السيناريو، فى فيلم (As Good as It Gets (1997 من إخراج جايمس بروكس، ميلفين "جاك نيلكسون" شخصية وسواسية قهرية، يجب إدخال جاره إلى المشفى لكونه ضُرب، ونادلته لديها ابن مصاب بالربو والذى يحول دون، فى مرحلة ما، من ذهابها للعمل وخدمة "جاك". ختامًا، هناك أفلام يكون فيها المرض "إلزاميًا" كما فى فيلم Panic in the Streets (1950) من إخراج "إليا كازان Elia Kazan"؛ يتمحور الحدث حول السيطرة على الطاعون الرئوى وكل شيء يدور حول هذه الفكرة الرئيسية. 


Not as Stranger (1955)

من المستحيل أن تجزم بتأثير ونوع الأمراض فى السينما، لكن يمكن للمرء أن يؤكد بأنه ضخم ولقد كان موجودًا منذ بداية التعبير الفنى وأن العديد من الأمراض النفسية والمعدية قد تم إدخالها إلى السيناريو. منطقيًا، لم يكن الظهور الأول لـ"وجود المرض" فى السينما (Not as a Stranger, 1955, by Stanley Kamer) بل كان أيضًا فى التلفاز (Miss Evers´ Boys, 1997, by Joseph Sargent) وفى الأفلام القصيرة (Hongos, 1999, by Ramón Salazar). وجوده فى الأفلام الوثائقية المستقلة منها والمهنية غني عن البيان.  إن إستخدام المرض فى الحبكة السينمائية قرارٌ لكُتّاب السيناريو والأشخاص الذين لديهم سلطاتٍ تنفيذية كالمخرجين لحسم ذلك. مثلًا، فى أفلامٍ عديدة أخرجها "بيلى وايلدر" أو "جون فورد" يُعد وجود أى مرضًا محددًا أمرًا إعتياديًا. من هذا المنظور، السينما هو فن يسعى من خلال الصور المتحركة والصوت إلى عكس كل جوانب الحياة البشرية وكل ما يؤثر فيها ويهتم بها، كل هذا من وجهة نظر المخرج وأداء الممثلين.

لماذا السينما ذات أهمية للطب؟

خلال السنوات الغابرة، قد بدأ المهنيون فى المجال الصحى بالإستقصاء عن كيف وما هى الأمراض التى تستخدمها السينما. قد إستحقت دراساتهم:
أ- النشر فى مجلات علمية مرموقة.
ب- إنشاء سلسلة سينمائية عن الموضوعات الطبية.
ج- عقد المؤتمرات العلمية.
د- نشر صفحات على الإنترنت.
يمكن أن يكون لإهتمام المهنيين فى المجال الصحى بالسينما مستويات مميزة/واضحة لإستخدامها بإخلاصٍ لمجرد الفضول أو بدوافع شخصية. فى هذه الحالة، يمكن للمرء أن يقدر تأثير المرض فى السينما ونوع العلاج المُبين. السينما ليست عملية علمية ولا تتبع سيناريوهاتها دائمًا الحقائق العلمية التاريخية وقد يصل الأمر إلى الغلو، أيضًا فى الأفلام التى لا تتعلق بالخيال العلمى البحت. فى فيلم Outbreak (1995) من إخراج Wolfgang Petersen، قُبض على القرد الحامل لفيرس الحمى النزفية مما سمح فى غضون ساعات أقصى ما كان يريده الأطباء والمرضى- علاج فورى وفعّال. 

لماذا يستخدم الطب السينما: بروباجندا وتدريب؟

يمكن للإستخدام الخطير أن يذهب أبعد من ذلك، السينما والتلفاز بلا شك مصدران لتأثير إجتماعى صخم ولديهما إمكانيات لإخبار ونشر خطابات وثقيف العامة. 
فى عصر ما قبل المضادات الحيوية، إستُخدم كثيرًا من الأفلام الصامتة والـناطقة "talkies" لتنبيه الناس حول مخاطر مرض الزهرى وكيفية تجنبه. كان تفشى مرض الإيدز AIDS مؤذنًا بظهور أفلام عديدة عُرض فيها العديد من الجوانب التعليمية والمعلوماتية. يمكن قول المثل عن الأمراض pathologies الأخرى. أيضًا، بإستخدام منهجيات ملائمة، يمكن للسينما أن تُستخدم فى التدريب المهنى. ترغب "مجلة الطب والأفلام" فى الجمع بين الثلاث "لماذا" دون نسيان التحليل السينمائى للأفلام التى تحوى أمراضًا أو من خلال الجوانب المهمة للغاية بالنسبة للطرق المستخدمة للترويج للفيلم كالملصقات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © محمد م. الشرقاوى

تصميم الورشه