عندما كنت فى السابعة عشر فى عام 1974، تم الحكم علي بالإعدام. لقد حاولت قتل شاه ايران (محمد رضا بهلوى)، لنتخلص من الديكتاتورية. هاجمت رجل شرطة لكى أخذ سلاحه واطلق النار على الملك لكن تم القبض علي.
اطلق الشرطى النار علي. الرصاصة اخترقت ظهرى وخرجت من معدتى. ذهبت إلى السجن السياسى حيث تعرضت للتعذيب بوحشية من قبل منظمة الاستخبارات والأمن القومى -سافاك- لدرجة أن ساقى تدمرت.
ولأنى كنت تحت سن الثامنة عشر، تم الإقرار لاحقًا بأنى صغير جدًا على تنفيذ الإعدام.
كان رفيق الزنزانة شقيق القائد الأعلى "آية الله على الخميني". وقد أحببته حينذاك. فى تلكم السنوات كان هؤلاء الناس مثقفين ويبحثون عن الديمقراطية أما الآن فهم ضد ما كانوا يحلمون بيه سابقًا.
![]() |
محسن مخمالباف فى السجن السياسى عام 1970 |
عام 1979، الثورة الإيرانية أطاحت بالشاه "بهلوى" وأسرته وتم اطلاق سراحى. قرأت 2000 كتابًا فى السجن وأدركت حينها أن لإيران ثقافة الديكتاتورية ليس فقط مجرد ديكتاتور. لتغيير حكومتنا علينا تغيير ثقافتنا. بدأت صناعة الأفلام وبدون أى معرفة سابقة فى صناعة السينما. قلت لنفسى "إذا كان الإخوة لوميير بامكانهم صناعة أفلام بدون الذهاب إلى الجامعة، لم لا أكون أنا كذلك؟"
قبل الثورة، قام الأصوليون -المتعصبون- بحرق سينما "ريكس" فى مدينة "عبادان" وقتلوا 470 شخصًا. بعد الثورة، السينما أصبحت شائعة لثلاثة أسباب: الأفلام الأجنبية كانت ممنوعة ولا شىء أخر يفعله الناس للمتعة والتلفاز كان مليئًا بالكذب أما السينما فكانت مليئة بالحقيقة.
"بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر كان العالم يسأل: أين وماهى أفغانستان؟ فيلمى يمتلك الإجابة"
وصفت جريدة التايم فيلمى قندهار (2001) كواحد من أهم 100 فيلم على الإطلاق. أفغانستان هى الجارة لإيران. فى عام 2000 ذهبت بشكل سرى إلى أفغانستان -بشكل سرى لأن طالبان كان هناك- وقد كنت مصدومًا. لم أكن أعلم أن الناس يموتون فى الطرقات من الجوع؛ لذلك قمت بإخراج فيلم "قندهار". بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر وأصبح العالم يريد معرفة: أين وماهى أفغانستان؟ فيلمى يمتلك الإجابة وأصبح مشهورًا جدًا.
![]() |
"Kandahar" 2011 |
فى عام 2005 وقبل وصول الرئيس "محمود أحمدى نجاد" إلى السلطة تركت إيران وذلك لشدة الرقابة حينها. إيران أرسلت إرهابى لزرع قنبلة فى موقع تصوير فيلمى فى أفغانستان وشخص واحد لقى حتفه.
انتقلت إلى باريس ولكن فى عام 2009 كانت هناك ثورة أخرى فى إيران وتضمنت الكثير من الفنانين. وأصبحت اسمًا كبيرًا للمناصرين، لذا القائد الأعلى أرسل ارهابيين لأجلى مرة أخرى. تعرضت لأربع محاولات قتلٍ فى باريس. وفرت الشرطة الفرنسية لى حراسًا شخصيين ولكننى لا أحب هذا النوع من اللعب. الآن أعيش فى لندن.
لدي ابنتان وابن واحد، كانوا مهتمين دائمًا بالسينما. قلت لهم أن يكملوا المدرسة لكنهم قالوا "أنت لم تفعل" لذا بدأت مدرسة سينمائية فى المنزل حيث علمتهم المهارات النظرية والعملية.
![]() |
مخمالباف وعائلته |
تحاول أفلامى أن تظهر حالة حقوق المرأة، ليس فقط فى إيران ولكن فى أفغانستان أيضًا حيث الوضع أسوأ بكثير. أريد أن أُعلم الناس من خلال أفلامى. أنا لا أصنع أفلام لأصبح مشهورًا، بل أصنع أفلامًا لتغيير العالم.
-مهرجان هونج كونج السينمائى الدولى 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق