انهيار الحضارات

0


Will Durant and Ariel Durant: The Lessons of History
When the group or a civilization declines, it is through no mystic limitation of a corporate life, but through the failure of its political or intellectual leaders to meet the challenges of change. The challenges may come from a dozen sources, and may by repetition or combination rise to a destructive intensity [...]
As education spreads, theologies lose credence, and receive an external conformity without influence upon conduct or hope. Life and ideas become increasingly secular, ignoring supernatural explanations and fears. The moral code loses aura and force as its human origin is revealed, and as divine surveillance and sanctions are removed [...]
Caught in the relaxing interval between one moral code and the next, an unmoored generation surrenders itself to luxury, corruption, and a restless disorder of family and morals, in all but a remnant clinging desperately to old restraints and ways. Few souls feel any longer that "it is beautiful and honorable to die for one's country." A failure of leadership may allow a state to weaken itself with internal strife. At the end of the process a decisive defeat in war may bring a final blow, or barbarian invasion from without may combine with barbarism welling up from within to bring the civilization to a close [...]

ابن خلدون: المقدمة
اعلم أن الدولة تكون فى أولها بدوية، فتكون لذلك قليلة الحاجات لعدم الترف وعوائده، فيكون خرجها وإنفاقها قليلًا، فيكون فى الجباية حينئذ وفاء بأزيد منها، بل يفضل منها كثير عن حاجاتهم. ثم لاتلبث أن تأخذ بدين الحضارة فى الترف وعوائدها وتجرى على نهج الدول السابقة قبلها، فيكثر لذلك خراج أهل الدولة، ويكثر خراج السلطان خصوصًا، كثرة بالغة بنفقته فى خاصته، وكثرة عطائه، ولا تفى بذلك الجباية...
فيستحدث صاحب الدولة أنواعًا من الجباية يضربها على البياعات، ويفرض لها قدرًا معلومًا على الأثمان فى الأسواق، وعلى أعيان السلع فى أموال المدينة ... فتكسد الأسواق لفساد الآمال، ويؤذن ذلك باختلال العمران ويعود على الدولة، ولا يزال ذلك بتزايد إلى أن تضمحل...

فاعلم أن الدولة فى أولها تكون بدوية، فيكون خلق الرفق بالرعايا والقصد فى النفقات، والتعفف عن الأموال، فتتجافى عن الإمعان فى الخباية، والتحذلق والكيس فى جمع الأموال وحسبان العمال، ولا داعية حينئذ إلى الإسراف فى النفقة، فلا تحتاج الدولة إلى كثرة المال. قم يحصل الإستيلاء ويغظم، ويستفحل الملك، فيدعو إلى الترف، ويكثر الإنفاق بسببه، فتعظم نفقات السلطان أهل الدولة على العموم...

فإذا استفحل العز والغلب وتوفرت النعم والأرزاق بدرور الجبايات، وزخر بحر الترف والحضارة، ونشأت الأجيال على إعتياد ذلك، لطفت أخلاق الحامية ورقت حواشيهم، وعاد من ذلك إلى نفوسهم هيئات الجبن والكسل بما يعانونه من خنث الحضارة المؤدى إلى الانسلاخ لا من شعار البأس والرجولية بمفارقة البداوة وخشونتها وبأخذهم العز بالتطاول إلى الرئاسة والتنازع عليها. فيفضى إلى قتل بعضهم بعضهم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © محمد م. الشرقاوى

تصميم الورشه