![]()  | 
| Franciszka and Stefan Themersons, | 
بدأ تاريخ السينما الطليعية فى بولندا عام 1930. منذ لك الحين، تم انتاج العديد من الأفلام المثيرة للإهتمام، العديد من صانعى الأفلام طوروا أساليبهم الفريدة وشاعريتهم. من بينهم كان هناك عدد قليل من المبدعين ذوى الأهمية. أفلام فرانشيسكا وستيفان ثيمرسون، ورسوم جان لينيكا Jan Lenica، فاليريان بروفتيك Walerian Borowczyk، وغيرهم من الفنانين من نهايات الخمسينات وبداية ستينات القرن الماضى، أفلام تم إنتاجها من قبل أعضاء فى "ورشة عمل الأفلام" والأعمال التى قام بها زبيجنيو روبتشينيسكى Zbigniew Rybczyński. شكلوا معًا التيار الأساسى والمؤثر فى صناعة الأفلام الطليعية البولندية. شكلوا جميعهم خط من الإستمرارية، حيث قام فنانو "ورشة عمل الأفلام" وروبتشينيسكى بتوسيع اهتمامات، وأفكار، وتجارب ثيمرسون.
فى منتصف الثمانينات، تاريخ السينما التجريبية فى بولندا يبدو أن قد انتهى. كانت الظروف غير المواتية، ونقص الوسائل، والوصول المتزايد إلى معدات الفيديو، هى الأسباب الرئيسية فى تحويل الفيلم البولندى الطليعى إلى الفيديو الطليعى. سيكشف الوقت الآتٍ ما إن كان هذا التوقف نهائى أم مؤقت.
الفصل الأول
تُشكل أفلام فرانشيسكا وستيفان ثيمرسونز الجزء الأكثر أهمية فى تاريخ السينما التجريبية، المستقلة، ما قبل الحرب فى تاريخ بولندا. ما بين عام 1930، عندما قاما بإنتاج فيلم أبتكا Apteka، وعام 1945، عندما انتهيا من صناعة فيلم The Eye وفيلم The Ear، قاما ذا ثيمرسونز بإنتاج سبعة أفلام (آخر اثنين عندما كانا يقيمان فى بريطانيا العظمى). أهميتهما فى تطور الفيلم الطليعى البولندى هائلة. كان ذا ثيمرسونز المؤسيسين لعديد من المنظمات والفعاليات التى عُقدت للترويج للفيلم الطليعى فى بولندا (مثل جمعية المؤلفين السينمائيين، ومجلة الفيلم، وعروض أفلام تجريبية من بريطانيا وفرنسا ..الخ). يُنظر إليهما كرواد النظرية البنيوية للسينما structuralist film، ورواد السينما الممتدة Expanded Cinema، والمبادرين للإتجاهات الرئيسية فى صناعة الأفلام التجريبية البولندية. تميزت استراتيجية فيلم ذا ثيمرسونز بالإهتمام البالغ بمضمون الصورة. لم يقتصر إبداعهما فقط على التجريب الرسمى، التى جلبت أبعاد جديدة لمجال السينما وكانت تُستوحى من التصوير الفوتوغرافى، لكنهما كانا أيضًا مهتمين بقضايا أكثر جوهرية مثل أنطولوجية ontology الصورة فى الفيلم وطبيعة المنهج الإبداعى فى صناعة الأفلام. تلك الإهتمامات تظهر جليةً فى أفلام وكتابات ستيفان ثيمرسون، من بينها مقالة "The Urge to Create Visions" لها أهمية خاصة. فى المقال، تُناقَش السينما فى سياق تاريخ التجربة البصرية للإنسان. مع إكتشاف أصولها فى رواية بوشمان "عندما أخذت فتاة من زمن طويل بعض الجمرات وألقتها فى الهواء فتحول الشرر إلى نجوم". لا يمكن اعتبار مدح الإهمال المستمر من قبل ثيمرسون صدفة فحسب، موضحًا الطريقة العشوائية فى صناعة الأفلام، ولكن أيضًا يُعتبر مُخطط توضيحى فى تاريخ الفنون البصرية، وعليها كان الفيلم بمثابة مثال نموذجيًا خفى.* 
إن فكرة ذا ثيمرسون فى مقالة "The Urge to Create Visions" بإعتبارها الحافز الوحيد الفعال لصناعة الأفلام، تُفسر الطابع الفريد فى مجموع أعمالهم، الذى تتوافق فيه مجموعة متنوعة من الأدوات الشعرية المستخدمة فى أعمال معينة مع تعبير فنى موحد بإستمرار. هذه السمة من أفلام ثيمرسونز -المزج بين السينمائية الخالصة والفنون الأخرى intermedialism- أصبحت فيما بعد واحدة من أهم الخصائص الرئيسية للسينما الطليعية البولندية.
*Let me now praise slovenliness.
A premeditated slovenliness; planned and consciously searched for.
--Stefan Themerson
-Urszula Czartoryska, Visual Researches, Theory and Praxis,
in: Stefan & Franciszka Themerson.
-Janusz Zagrodzki, Outsiders of the Avant-garde, in:
Stefan & Franciszka Themerson. Visual Researcher
-Stefan Themerson, The Urge to Create Visions, Gaberbocchus - De Harmonie, Amsterdam 1983.
-Nicholas Wadley, On Stefan Themerson, "Comparative Criticism", 12, 1990.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق